السبت، 5 فبراير 2022

ظل طفولتنا الممتد

 

ظل طفولتنا الممتد

الطفل الصغير يريد أن يتكلم ولكنه بلا صوت، كان يريد أن يتعلم كيف يختبر نبرة صوته عندما يفرح ، أو يغضب، أو يتألم،  أو يندهش، ولكنه كان متعجبا من قدرته على كتمان صوته وكبته، حتى كان لا يصدر أي نوع من التعبير، ولا يتذكر متى بدأ بكاءه يعود للداخل، ومتى كلامه يأخذ شكل الصمت، ومتى بدأت رغباته تأخذ شكل ما يرضي الكبار، ولكن هناك حيث زاوية غرفته الصغيرة، كان يختبئ جيدا ليختبر صوته المكتوم، ربما خلف الباب،   ربما خلف ظهر الجدة أو الجد أو حتى في دورة المياه مع صوت الماء، ويكبر وهو راضيا عن قدرته على إظهار ما يرغب به الآخرون ، بغض النظر عن ما يشعر به حقيقة، وعندما تواجهه تلك الآلام  كان يعجز عن التحدث  لكنه يجد نفسه يبكي ويبحث عن مخبأ، كأنما يعود للمرحلة الأولى من حياته تلك التي كان فيها فقط يبكي ليعبر عن جوعه أو حزنه أو ألمه أو خوفه، إنه البكاء الدرس الوحيد الذي لا نتعلمه بل نقوم به عن ظهر دموع لقد كتم صوته الخوف والتجارب المؤلمة ولم يجد فرصة للتمرن على التعبير، عندما نشعر بمحاصرة الألم لنا ،في داخل كل منا طفل صغير مختبئ لا يظهر إلا عندما نعود لتلك الأوقات التي عجزنا فيها أن نتعلم أو نفهم شيئا ما، لحظة الاستسلام للألم، لوم الذات، الشك في الذات، الشعور بالضعف، تلمس النقص، الخوف من البدء بالتجربة، يقول مورغان سكوت في كتابه (الطريق الأقل ارتيادا) الحياة رحلة من المعاناة والمشكلات التي تؤلمنا  لا تقل  معاناة عن الألم الجسدي، ونحن كبشر طبيعتنا تميل الى تجنب الألم التي تثيره المشكلات بداخلنا، وكلما تجنبنا وهربنا وجدنا رصيد من المعاناة النفسية الداخلية يرتفع دون أن نشعر، فهل نستسلم ؟

عندما كنا صغارا كنا نشك في حقيقة ادراكنا لان الكبار بالنسبة لنا أكثر صحة مما ندركه وبعدما نكبر نرتاح لاعتقادنا أننا ندرك العالم على حقيقته، ولكن علم النفس وعلم الاعصاب يقول اننا ندرك العالم وفق ما نتوقعه وما نرغب به لان تجاربنا السابقة دفعتنا الى توقعها أو رغبتنا فعلت ذلك.

اقرأ الجملة التالية:

باريس

في

في الربيع

غالبا قرأت الجملة (باريس في الربيع) ولكن إذا تأملتها فستجد (في) مكررة مرتين، لأننا لا نتوقع رؤيتها مرتين، بل مرة واحدة، من كتاب (لا تصدق كل ما تفكر به لتوماس كيدا)، وهكذا نحن عندما نظن أننا امتلكنا حرية الاختيار والتفكير فنحن مجرد نتاج تراكمات معرفية وتجارب مررنا بها!

إن أحد  المخارج  المتاحة من حتمية معاناتنا المرافقة لنا منذ طفولتنا، المختبئة خلف المواقف الصعبة، هي قدرتنا على الإيمان بحرية اتخاذنا القرار تجاه ما نعانيه في تلك المواقف،  تلك الحرية التي تعطينا الرغبة في الثقة والثقة التي تعطينا العزيمة  لمحاولة الفهم والادراك الذي لن يجعل للألم فرصة ان يستقر بداخل اعماقنا دائما ذلك لأن معناه وتأثيره لن يكون ثابتا ومستقرا بل قابلا للتأويل والتعديل والنمو والتغيير، هل سيكون غريبا اذا كان طريق التحرر من الألم هو عبر الذهاب إليه بدلا من مقاومته، ما لذي تخفيه هذه الالام خلفها وما لذي تحاول التهامه من إيجابيات، وهل سيستمر ذلك الطفل بالهرب من مواجهة عجزه عن التعبير أم أنه يوما سيقرر التوقف والانتظار والتواصل مع ما يشعر به ويفكر به، مع الوعي بأعجوبة دماغنا وغرابته وحقيقة انه رغم امتلاكه القدرات الهائلة، إلا إنه قد يصبح السجن الذي نعيش فيه وهم أفكارنا وحدود إمكانياتنا وظل مخاوفنا الممتد من ماضينا القديم، إن قدرتنا على التعبير عن ما نعانيه أو نشعر به أو نفكر به  هو العتبة الأولى لهز تلك  الجذور  الراسخة في أرض حياتنا، فمالم نختبر ما نؤمن به من معتقدات حول ذواتنا والعالم والمستقبل سنظل سجناء لأفكار ذلك الطفل الذي دوما يريد أن  يقودنا نحو الهرب والاختباء .

 

 

 

 

 


السبت، 9 نوفمبر 2019

الساعة الثانية ظهرا كل شيء ساخن والملل هو سيد الموقف، غدا هو اليوم الذي مفترض بي أن ألتصق بالكرسي المكسور الذي ننسى دائما أنه مكسور حتى نتكيء بظهرنا على ظهره ونتفاجيء أننا كنا سنسقط للخلف فيطير النوم والكسل ونتخذ وضع الاستعداد، وأقوم باستقبال الحالات بعد ان تقوم الطبيبة بتحويلهم، أحيانا تتفضل الممرضة بإحضارهم مع ملفهم الطبي وأحيانا أحتاج لعمل رحلة بحث حول الملف الطبي فلا نحن أطباء يساعدوننا التمريض ولا نحن فئة مثل التمريض الذين نقوم بمساعدة غيرنا نحن الاخصائيين والاخصائيين المساعدون لا نعرف كيف يجب أن نكون وإلى أي طبقة عاملة ننتمي في القطاع الصحي، أنظر للمرآءة أقوم بإعادة لف طرحتي من جديد أضع اللثام وأبدأ في التفكير متى سأتوقف عن وضع اللثام في العمل وأضل أفكر وماذا لو التقيت بوالدي صدفة وهو يزور أخي المريض ورآني سيشعر أنه أساء تربيتي وأن ابنته ركبت موجة الحرية والتغيير والمسخرة وسيشعر أن الله عاقبه مرتين الأولى بأخي المريض والثانية بي :/ ، لا داعي لأن يشعر احدا بالسوء ثماني ساعات وأمضي في حالي ولا يغضب الله من والدي ولا يغضب والدي مني ، وصلت لمكتب الحاسب الآلي وجدت ثلاثة موظفن الأول كان يبتسم كوجه محنط بابتسامته لم أشعر بالارتياح لمحت سريعا الآخر كان كاشخا كشخة غير مناسبة لتلك الظهيرة الساخنة المملة المقرفة في يوم عمل ممل مليء بكل الشخصيات المعتلة التي تتفنن في التعبير عن سعادتها بشعور الهيروين أو بسيجارة حشيش وتحاول إقناعي أنه قدر لا يتغير،، مالي مزاج اكمل القصة

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

روح محترقة

إنه يتألم بشدة ومع ألمه فقد قدرته على الحديث وبدأت كلماته بالتناقص الشديد ..
قال لي : خذيني أي مكان قريب تحدثي معي ..
شعرت بالحزن عليه وأخذته رغم غضبي منه .. ركب منكسرا
فتحت صوت الراديو لأكسر هذا الصمت الميت ..
تكلم قال: رغم عدد المرات الذي حاولت فيها الموت لم أمت ..
قلت له : ربما الله يحب أن تعيش .. ربما لك قدر مختلف ..
لم يتحدث .. أكملت حديثي .. ربما الله ينتظر أن تطلب منه المساعدة ..
إنه الله الرحيم قلت بكل يقين وإيمان وشعرت كأنني أرغب بالبكاء معه لكنني التزمت  الصمت ..
 ..
تداركت محاولة مني إيصال رسالة أمل له .. عد للمستشفى حاول من جديد لا تيأس .. نظر للبقالة طلب التوقف ..اشترى عصير وعاد .. أشعل سيجارة .. لا أعرف من كان يحترق هو أو السيجاره كلاهما يحترق ..
ليتني أستطيع جعله يضحك .. لا نكته مناسبة أبدا ..لا موقف طريف أبدا .. وأفكاري تعيسه لكن ليست بتعاسة ما مر به  وعاشه ..
توقفت عند المكتبة طلبت أن ننزل سويا واشترينا الدفتر والقلم .. دفعت الحساب وركبنا السيارة ..
تحدث قال ؛': أنا متعب جدا ولكن المخدر هو الشيء الذي يجعلني اشعر بالارتياح ..
سألته: متى آخر مره تناولته ..
قال : في سطوح المنزل عصرا .. لكنني متعب منه ومتعب دونه .. ربما اقترب موتي.. أنا ممزق  ..
كيف يمكن أن أساعدك .. هل تريد أن تعود للمستشفى .. لكنه لم يجب وكان مثل روح احترقت ولكنها رماد أبى أن تنثره الريح ..وصلت للمنزل .. اعطيته مبلغ بسيط وكنت قد طلبت من كل العائله قطع المال عنه ولكن فجأة كأنني شعرت أنني أرغب أن يشعر بالارتياح حتى لو كان بتلك المخدرات :(




السبت، 28 سبتمبر 2019

في أحد الليالي الهادئة اتصل صديق وأخ وكان كفيف البصركان صوته مليء بالغضب وضجيج اليأس وتركته يتحدث وكان يشعر أن حياته دائرة تدور به _وهو يتحدث كنت أقول في نفسي ومن لم يشعر أنه يدور في دائرة تدور به يبتعد حتى يعود لنفس النقطة التي كان ابتعد عنها او هرب منها  _ قال صديقي وهو يلعن إعاقته وإصابته بالعمى صدق طه حسين العمى عورة وجب أن نغطيها لذلك كان يرتدي النظارة السوداء وصدق أبو العلاء المعري عندما قال أن كل أعمى بداخله اثنان وحشي وإنسي ، ولم يتوقف إلا ليلتقط فكرة تعيسه ولينطلق منها فتركته وتابع يقول : رغم إنني أجد نفسي مميزا في امور واعلم لدي عيوبا أخرى إلا إنني لم أحظ بفرصة لالتقي بمن تقترب من متغيراتي الشخصية ومؤهلاتي المعرفيه، هل لأني أعمى علي ان اخفض توقعاتي وامنياتي ورغباتي- هنا تذكرت أننا جميعا البشر نملك عيوبا لم نستطع التخلص منها وتمثل نقصا لنا مثلا أنا أشعر ان الاكزيما التي أصابتني من سنوات في يدي بالحرج فهي لا تجعل منظر وملمس كفي مثاليا بل مخيفا أحيانا وقد مرت فترة كنت أستمتع بمنظر من حولي وهم يمتلئون رعبا من منظرها وأحيانا استغلها بما يكفي عندما يشعرون بالحزن علي وعندما يحين موعد التنظيف في منزل العائلة لا يجعلوني  أغسل الصحون مثلا :) المهم أن كل منا لديه عاهه او نقص او عيب لم يستطع حلها ويظن انها عائق له امام الحياة وانها سبب تعاسته خلاص نرجع للصديق الغاضب- هل تعلمي أنني في زواجي الاول لم أستطع الانجاب والان تزوجت وتكرر الامر نفسه لن أستطيع الانجاب والسبب مجهول ولم أستطع الاستسلام لقد حاولت الاستسلام لكن الامل يقتل يئسي لدي أمل وأعود لذات النقطة لدي زوجتين لم تفهماني وفرصتين لم تنجبا لي طفلا - في نفسي أقول يا صديقي من ...... أكمل لاحقا يجب أن اغادر *_*

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

مع هذا الكم من الفن والكتب أحتاج لأنثى فقط *_*



أصدقكم القول نسيت اسمه، مالك لأحد البازارات الكبرى في وسط اسطنبول، كنت أتصفح الكتب وبعض الأعمال الفنية اليدوية المدهشة، وكنت لا أتوانى عن الاندهاش بكل أحاسيسي، أحب الترحيب بي وعزمني على فنجان قهوة لذيذ وبدأنا نتحدث عن أمور كثيرة في الشعوب في الثقافة العربية والتركية وكل هذا ومعنا مترجم قوقل :)
ثم عرض نفسه كمسلي لي في الرحلة وأنه وحيد ويحب التنقل والسفر وقال أنه مستمتع بكل شيء حوله ويحب أن يعيش التجارب وإن كانت أياما قليلة ولم ينسى أن يوضح لي مدى كونه شخصا راقيا لا يعرض هذا لأحد :)
وابتسمت وحتى لا يلتصق بي قلت له كان بودي ذلك ولكن حبيبي سيغضب مني جدا وستكون بمثابة الخيانة له فهل ترى ذلك جيد وسرعان ما اقتنع بحجتي وتركني أستمتع بقهوتي وبالفنون ومضيت سعيدة  ^__________^
لم تنتهي القصة هنا لقد وجدت إحداهن من المحل الآخر كانت تراقبنا وسالتني مالذي قاله لك وهل دعاك للخروج كلو بمترجم قوقل :) وبالطبع شعرت انها مرعوبة او قلقة وهو امر غير معتاد أن يحدث فقلت لها نعم ولكنني مع عائلتي ولا أخرج مع احد آخر ..
من الجيد أن تعرف انه لا يعول عليه :)


الاثنين، 23 سبتمبر 2019


الخوف منذ ولدنا ولد جزء من بشريتنا يكبر ويصغر لكنه معنا نتجنبه ونهرب منه لكنه معنا، نرتبط بالشخص الذي نظن انه يحمينا من حدث ما من خيبه ما من صدمة ما، ونحرم أطفالنا من متعتهم الصغيرة والكبيرة  خوفا عليهم وخوفا من الألم الذي قد تسببه متعهم علينا ، نخاف احلامنا فنتدرب على التراجع والقناعه ، نخاف احتياجنا فنتعلم كيف وباي ثمن نجعله كاف، نخاف ذكرياتنا فنعزز نسياننا ونرتدي النظارة المكبرة للحاضر وللمستقبل، لقد عايشت خوفي كثيرا، خوف الاحتياج وخوف الحب وخوف الفقد وخوف البقاء ساكنه لا اتحرك، وخوف الله وكان اكثر وأول خوف تحررت منه حيث إنني وجدت الله لا يؤذيني ولا يصدمني ولا يظلمني ولا يتسلط علي ، كانوا البشر الخائفين هم مصدر خوفي ليس الله ليس الله فما أجمل الله ..
2017م

السبت، 21 سبتمبر 2019

من الملاحظة المشتركة بيني وبين عزيزة كتبت ..

نسيت من أنا 
ولكني اراني الأن مستلقية وامامي يرقد طفل وخلفي ترقد طفلة.. وكليهما يهتفون لي ماما ماما... وانا 
أنا .. مجبرة انا اكون كمايقولون " ماما"
"
لكن كيف.،
وانا لم اكتفي بعد ان اكون طفلة لماما".. كيف  علي الان أن أكون انا نفسي "ماما

الهي.. اني تائهة خائفة مصدومه ..
 وأبحث عن "ماما”

😁 استمتعي بالامومه يا عزيزة غدا سيدلك أبناءك قدميك
 ويهتمون بك وأنا سأكون العجوز  السعيدة التي تراقبكم وأنتم تصنعون جيلا جديدا👵🏽