الجمعة، 4 أكتوبر 2019

روح محترقة

إنه يتألم بشدة ومع ألمه فقد قدرته على الحديث وبدأت كلماته بالتناقص الشديد ..
قال لي : خذيني أي مكان قريب تحدثي معي ..
شعرت بالحزن عليه وأخذته رغم غضبي منه .. ركب منكسرا
فتحت صوت الراديو لأكسر هذا الصمت الميت ..
تكلم قال: رغم عدد المرات الذي حاولت فيها الموت لم أمت ..
قلت له : ربما الله يحب أن تعيش .. ربما لك قدر مختلف ..
لم يتحدث .. أكملت حديثي .. ربما الله ينتظر أن تطلب منه المساعدة ..
إنه الله الرحيم قلت بكل يقين وإيمان وشعرت كأنني أرغب بالبكاء معه لكنني التزمت  الصمت ..
 ..
تداركت محاولة مني إيصال رسالة أمل له .. عد للمستشفى حاول من جديد لا تيأس .. نظر للبقالة طلب التوقف ..اشترى عصير وعاد .. أشعل سيجارة .. لا أعرف من كان يحترق هو أو السيجاره كلاهما يحترق ..
ليتني أستطيع جعله يضحك .. لا نكته مناسبة أبدا ..لا موقف طريف أبدا .. وأفكاري تعيسه لكن ليست بتعاسة ما مر به  وعاشه ..
توقفت عند المكتبة طلبت أن ننزل سويا واشترينا الدفتر والقلم .. دفعت الحساب وركبنا السيارة ..
تحدث قال ؛': أنا متعب جدا ولكن المخدر هو الشيء الذي يجعلني اشعر بالارتياح ..
سألته: متى آخر مره تناولته ..
قال : في سطوح المنزل عصرا .. لكنني متعب منه ومتعب دونه .. ربما اقترب موتي.. أنا ممزق  ..
كيف يمكن أن أساعدك .. هل تريد أن تعود للمستشفى .. لكنه لم يجب وكان مثل روح احترقت ولكنها رماد أبى أن تنثره الريح ..وصلت للمنزل .. اعطيته مبلغ بسيط وكنت قد طلبت من كل العائله قطع المال عنه ولكن فجأة كأنني شعرت أنني أرغب أن يشعر بالارتياح حتى لو كان بتلك المخدرات :(




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق