الأربعاء، 1 يونيو 2011

شوارع عارية

الإهداء
لاستفزازه وليس له : الشارع ..
"إن أردت طريقا فاسلكه فعلا
كرامة للارادة وكرامة لنعمة الطريق "



علقت نوارسي في احشاء حقيبتي
وانتظرتها تتوالد جثثا من نفسها
احتفالا بشارع جديد
في مقابر الجيوب تغني لي وحدي
ترقص ، تبكي، تنام، تصحو،
و جثة حية تعود..
في انعطافات الأشياء المزدحمة تتعثر ولا تطير
وأصبح لها السماء وتتخذ من مآواها وطن ،
تتعايش مع قصاصات ورق متهدلة
ورائحة تسقي نفسها قصة مملة
وكلاما مقطوع لسانه
ونتنفس من ذات الحقيبة وذات التخثر
شهيقا يتأنق للعبور ولمائدة الآخرين
أخلق في مداخلها جنة مزينة بفراغات مزيفة
وأمد من حناجرها مسلكا لصوت فيروزوقد بح
و أصنع في خباياها مواسم سكرذائبة
بطعم المتعة إن وجدت ولو لعابرة
ومن بقايا البقاء لنافذة انغرست أنغلاقا
ببقايا أغبرة السنين ..
تلعن يوم خلقت زجاجا
تشهقه فضول العيون ..
نعيش ثرثرة الصمت بمهزلة محترمة متمدنة
افلت كل أحزمة الذكريات بيأس الأرصفة
حتى لأشعرني من كل هذا كائنا جديد
عاش ليموت وتوقف ليمضي
وأنصت لشارع سابغ ألمه
أصادقه وأتصدق به ويتصدقني
ويسميني هبته ككل هباته العاجزة
يتغذاني انتظارا حتى اجوعه ارتياحا
وأعطش له مرة أخرى
لآخر ثقب تسرب منه التعب
وأتهالك في وقت يملك جله
ومسافة نتآكل فيها بعضنا برضى
ونبقى كما نحن مرة أخرى
ونتمادى في غواية
كشارع وعابرة
كعادتها العابرة

،،
استفزاز لا يرتدي شيئا
يرقص عاريا ويستجيب له الجميع
الازدحام يلعن إشارة المرور..
والناس تلعن الشوارع المتجلطة بلهاث العجلات ،
أحدهم بصق على طفلته المبتهجة بالمقعد الأمامي ،
إحداهن تصرخ في وجه السائق الـ يبتسم سخرية من غيض سيدته..
وككل المتطفلين .. نتحلى صبرا بمراقبة المنزعجين
أو المتورطين في حادث صغير ..
أو الـ يحاولون عبور طريق لا ينتهي
واللوحة الاعلانية بانصياع تكرر لوحاتها المملة
ورغم لا مبالاة الجميع إلا إنها هبة شارع كـ لوحة
بتال القوس يروج لسيارة ..
لا أحد يبالي !
آيفـون بالسعر الجديد .. مالجديد !
وللشمس هموم تواكب الاحتراق
و لفحات التكييف المرهق
الرجل المنهك يبتسم إعجابا
بسؤال داوود الشريان على ضيفه
كلام يقال ليرتاح الجميع
فينساه الجميع ..
باليد فل ذابل !!
باليد الأخرى ورد أحمر مختنق،،
وغزل البنات يقاوم جفاف حلاوته
ينتظر طفلا يشتريه
والسمراوات يجبن الأرصفة بدعوات مرصوفة منذ امد
و على السنتهن المبتلة كلمات فاق تكرارها المطلوب
والسبابة رد كاف وكريم..
نطلب الله واطلبي الله
والله كريم ..
وحيث تبتلع سماعة هاتفه النقال ما يزفره من مدخنة أنفاسه المزدحمة نفاثا حينا
وامتصاصا لسيجارته حينا وهي خلف نافذة تنظر اليه بعينان احمرت دون سعال ،
السجائر لم تزعجها ولكن تلك السماعة تلظت بها ..
ويزداد انهماك مزاجه حتى لا يشعر بسجارته
ولا باكتواء الظهيرة ..
ولا برمضاء قلبها ..
أعجب الشارع بتعريه
باندماجه في برده وناره ..
الطريق عاش متلذذا بتوتر الظهيرة
كأنه يتغذى من مضض المنتظرين
كعادته حين يتوقفون
يخفي ضحكة ساخرة هائجة ..
يسلو بتجهمهم .. وينمو من رجفة غفوتهم
تثيره حاجة أجسادهم للارتياح !
ورغبة أقدامهم للمضي
وكعادته حين يعبرون
ينظر بطرف جائع
بانتظارهم حين يعودون
يغبط شارع ازدحامهم القادم
ويتمدد مستقبلا لعنة القادمين

،،
أغدو وبي شوارد
خطوات سقيمة لا تموت
استعباد مساحات تسوء
وشروخ صور مستهلكة
جرائم أمنيات وحقائب أخرى
أجدها رائحة أرواح الشوارع
تعلقت بي
وجدتني أمنية أخرى
في شارع ما
أحلم المرور به
أو الوصول لمحطته
وجدتني أكثر انتماء لمسافات أخرى
تأتي محملة بنوارس قبل أن تطير
وأخبئها جثثا أخرى في حقيبتي
تجعلني سماء وأصنع لها وطنا
أقرأ كل العابرين فيها
بأفواه الشوارع العارية
بالأفواه العارية في الشوارع
...


... لا يكتمل هذا النص ما كانت هذه الشوارع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق